نظّمت كلية الهندسة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، فعاليات النسخة الخامسة عشر من منتدى المهندسات، تحت شعار: “المهندسات يرسمْن مستقبل عُمان: ابتكار، وشمول، وتأثير“، وذلك بتاريخ 29 أكتوبر 2025م، في حرم كالدونيان. وافتُتح المنتدى تحت رعاية الدكتور أحمد بن حسن البلوشي، عميد كلية الهندسة، وبحضور ضيفة الشرف السيدة أريج بنت محسن حيدر درويش، رئيسة مجلس إدارة مجموعة السيارات ومعدات البناء والطاقة المتجددة في شركة محسن حيدر درويش. وشهدت الفعالية مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة، وأعضاء الهيئة الأكاديمية، وممثلي القطاع الصناعي، إلى جانب حضور واسع من الطالبات والخريجات.
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد الدكتور أحمد بن حسن البلوشي على الدور الحيوي الذي تؤديه المهندسة العُمانية في مسيرة التنمية الوطنية وتعزيز منظومة الابتكار. كما استعرضت رئيسة المنتدى، الفاضلة بريكريثي بانيكار، قصة انطلاق فكرة المنتدى عام 2011 بكلية كالدونيان الهندسية سابقاً، حين لوحظ أن نحو 53% من طلبة الهندسة آنذاك كنّ من النساء، إلا أن العديد منهن لم تُعرف مساراتهن بعد التخرج. ومن هذا الواقع، وُلدت الفكرة لتأسيس المنتدى كمنصة مستدامة تهدف إلى تمكين المهندسات، وربطهن بالمجتمع المهني، وتعزيز مشاركتهن وظهورهن في المشهد الهندسي والابتكاري في سلطنة عُمان. وعلى مدار السنوات، نجح المنتدى في توفير فرص واسعة للتواصل داخل السلطنة وخارجها، كما أتاح للمشاركات برامج تدريبية في مجالات البحث والتصميم وتنمية القدرات الريادية.
وتضمّن برنامج المنتدى لهذا العام مجموعة من الكلمات والجلسات التفاعلية والعروض الابتكارية، حيث قدّمت ضيفة الشرف السيدة أريج بنت محسن حيدر الدرويش الكلمة الرئيسية، ملهمةً الطالبات على خوض غمار القيادة بثقة ورؤية واضحة. كما شهدت الفعالية مشاركة الدكتورة سارة بيرز، رئيسة الشبكة الدولية للمهندسات والعالمات (INWES–كندا)، التي أكدت في كلمتها الافتتاحية أهمية التعاون الدولي للنهوض بدور المرأة في مجالات العلوم والهندسة. استمر المنتدى في إلهام الحضور من خلال استعراض نماذج من
قصص النجاح، قدّمتها رائدتا الأعمال العُمانيتان سبأ السعدي، وسمر السعدي، مؤسستا منصة WeTik للتسويق، إلى جانب المهندسة آية الزدجالية من شركةINTECS، حيث قدمن تجاربهن في ريادة الأعمال والابتكار الهندسي. كما استقطبت فقرة “كسر الحواجز وصناعة المستقبل“ اهتمام الحضور، وهي جلسة مهنية مكثفة، استعرضت خلالها الطالبات والخريجات إنجازاتهن وطموحاتهن ضمن عروض احترافية، لم تتجاوز ثلاث دقائق لكل مشاركة، عكست روح العزيمة والريادة لدى المهندسة العُمانية.وقد ساهمت الجماعات الطلابية بفاعلية في إنجاح الفعالية، من خلال الجهود المميزة لأعضاء جماعة «قُمرة» للتصوير الضوئي، وجماعة «مَدار» لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، وجماعة «رُوّاد» لريادة الأعمال الطلابية، وجماعة «هِبة» للمشاركة المجتمعية. كما أضفى الطلبة طابعاً خاصاً على الحدث من خلال عرض مشاريعهم ومنتجاتهم الريادية المحلية، التي حظيت بإعجاب كبير من الحضور.
وتزامنت فعاليات المنتدى مع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس كلية الهندسة ودورها الرائد في رفد التعليم العالي في عُمان، مؤكدةً إرثها العريق في التميز والشمول. وخلال مسيرته، أسهم منتدى المهندسات في ربط مئات الطالبات بالمرشدين الصناعيين والشبكات العالمية وفرص القيادة، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040 وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتعلقة بتمكين المرأة والابتكار.
وفي كلمتها الختامية، أكدت رئيسة منتدى المهندسات مجددًا التزام الجامعة برؤيتها الرامية إلى تعزيز حضور المرأة القيادي، وترسيخ دورها في مجالات التعليم الهندسي والصناعة على مستوى المنطقة. وقد اختُتمت فعاليات المنتدى بحفل تكريم للمشاركين والمساهمين المتميزين، أعقبه تنظيم جلسات للتواصل وتبادل الخبرات. وجاءت هذه الدورة متزامنة مع الاحتفال بيوم المرأة العُمانية ويوم الشباب العُماني 2025، ما أضفى على المناسبة بُعداً وطنياً مميزاً. ويواصل منتدى المهندسات ترسيخ مكانته كمنصة رائدة للتمكين والابتكار والقيادة، مُلهِمًا كل مهندسة عُمانية لتبدع وتبتكر وتقود في صناعة مستقبل الوطن من خلال التميز الهندسي.

