نجحت الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في استذافة المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا المتقدمة (ICAT 2024)، الذي عقد في فندق هرمز جرانت، مسقط خلال يومي 30 أبريل إلى 1 مايو 2024، وركّز المؤتمر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول السيبرانية للاستدامة في الهندسة والرعاية الصحية. افتتحت أعمال المؤتمر برعاية كريمة من سعادة الدكتور/ علي بن عامر بن علي الشيذاني – وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومــــــــــــــــــــــات للاتصالات وتقنية المعلومات. ومما يجدر ذكره بأن فعاليات المؤتمر ستختتم في الأول من مايو 2024.
يأتي هذا المؤتمر الدولي تماشياً مع رؤية عُمان 2024، إنطلاقاً من إلتزام الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا تجاه تعزيز الابتكار العالمي والتقدم التقني في مجالات الهندسة والعلوم الصحية لتحقيق التميز في مجال الحث العلمي. وقد نجح المؤتمر في جذب واستقطاب الخبراء والعلماء وأصحاب الرؤى من مختلف أرجاء العالم لاستكشاف الأبحاث الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وحفل المؤتمر بالعديد من الكلمات الرئيسية الشيّقة قدمها متحدثون بارزون من مختلف أرجاء العالم وشهد وجلسات تفاعلية عُرضت فيها أوراق عمل حيوية تركز على موضوع “تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول السيبرانية للاستدامة في الهندسة والرعاية الصحية”.
ألقى الدكتور علي بن سعود البيماني – رئيس الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا كلمة افتتاحية، رحّب فيها بالحضور الكريم، وأشار إلى: “أننا نعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والتعلم التلقائي والتعلم الآلي والتعلم الذكي، وما إلى ذلك، ومن شأن ذلك أن يتيح يوفر فرصاً هائلة لدفع الابتكار وتحسين جودة الحياة ومعالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم المعاصر. من ناحية أخرى، فإنها تظهر كذلك عدداً كبيراً من التحديات في مختلف المجالات.
كما أشار الدكتور/ علي البيماني في معرض كلمته مشيراً إلى: “في مجال الهندسة، يدفع الذكاء الاصطناعي عجلة التقدم في تحسين التصميم، والصيانة التنبؤية، وعمليات التشغيل الذاتية المستقلة، وتعزيز كل شيء بدءاً من سلاسل التوريد إلى كفاءة التصنيع والمساهمة في التنمية الحضرية المستدامة. وفي مجال الرعاية الصحية، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل التشخيص وإضفاء الطابع الشخصي على العلاجات وتحسين إدارة رعاية المرضى، من خلال خوارزميات تساعد في الكشف المبكر والدعم المستمر للمريض من خلال نظام محسّن.
كما شهدت فعاليات المؤتمر الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 تقديم مناقشات متعمقة وثاقبة ومن خلال مشاركة طائفة وساعة من العلماء المشاركين الذين يصل عددهم إلى 11 متحدثاً رئيسياً مرموقاً. وقد حظيت الفعّالية بإقبال هائل، حيث كان المؤتمر بمثابة منصة عالمية جمعت بين المختصين من الأوساط الأكاديمية والصناعية والباحثين وأصحاب المصلحة الآخرين للتتفاكر وتبادل المعرفة وتشجيع البحوث العلمية في مجال تطوير التكنولوجيا، والمساعدة في تحديد الاحتياجات المستقبلية لسلطنة عُمان والمنطقة ككل والإسهام في قيادة الاقتصاد الرقمي. علاوةً على ذلك، نجم عن هذا المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة SRM في الهند للتعاون والعمل معاً لاستكشاف حلول عملية للتكنولوجيا الناشئة وتعزيز التعاون وتطوير المعرفة ومعالجة بعض التحديات ذات الصلة وتشكيل التوجه المستقبلي لأبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تناولت الورقة الرئيسية الأولى موضوع هام، وهو مراقبة نماذج التعلم الآلي، قدمها الدكتور ك. مدين محي الدين، وهو من الشخصيات البارزة في هذا المجال، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة سكور دات بالولايات المتحدة الأمريكية. حيث أكد في مُعرض عرضه لكلمته الفخيمة على أن مراقبة نماذج التعلم الآلي ضرورية لضمان استمرار أدائها على النحو الأمثل مع مرور الوقت. كما قدّم رؤى لإرشادات حول كيفية مراقبة نماذج التعلم الآلي بفعالية.
أما الورقة الرئيسية الثانية فكانت حول البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، تفضل بإلقائها الدكتور ناصر بن محمد ال فنة من وزارة النقل. حيث أشار فيها إلى أن البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي يحدد مجموعة من الركائز والبرامج التنفيذية وخطط العمل بالإضافة إلى الأهداف المتوسطة والطويلة المدى المتوافقة مع رؤية عُمان 2040.
وقد أوضح البروفيسور سيد علي ميرجاليلي، وهو أستاذ بارز وخبير في الذكاء الاصطناعي من جامعة تورينس في أستراليا، مختلف السبل والوسائل الكفيلة بالتصدي للتحديات وتذليل الصعوبات وتحقيق المستوى الأمثل تجاه تلك تلك التحديات.
وقد حظيت الفعّالية بإقبال كبير، حيث تم عرض أكثر من 80 ورقة عمل فنية من أكثر من 15 دولة حول العالم. كما حظي المؤتمر بدعم ورعاية سخية من مؤسسات كبرى مثل أسياد، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة أوكيو لشبكات الغاز، وشركة الصناعات العربية، وشركة هواوي، وشركة السراج القابضة، وبنك عمان العربي.
شهد المؤتمر مشاركة طائفة واسعة من العلماء المشاركين فاق عددهم أكثر من 150 مندوباً ومندوبة، من بينهم 70 مشاركاً ومتحدثاً من أكثر من 12 دولة حول العالم، بما في ذلك أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا واليابان والهند وماليزيا. استمرت اعمال وفعاليات المؤتمر ليوم أمس واليوم بكلمات من المتحدثين الرئيسيين والمدعوين والجلسات التقنية، وينتهي بجلسة عامة في هذا اليوم الأول من أبريل 2024.